الخميس، ٢٤ مايو ٢٠١٢

الضرة.. فزاعة المرأة وحلم الرجل




جملة "هاتجوز عليكى"، هى كتلة النار التى يلقيها كثير من الأزواج لزوجته بين حين وآخر، ويترقب باستمتاع غريب رد فعلها عليه؛ فهى إما تستشيط غضبًا معبرة عن غيرتها وخوفها على علاقتها بزوجها، أو تدور فى ذهنها دوامات من الشك عن خيانة زوجية أو قلة وفاء لها أو ربما تستقبل باستهزاء جملته معبرة عن ثقتها فى حبه لها وأنه لن يجد لها مثيلاً.

وربما قرأت بعض الزوجات خبر ـ تنازع ضرتين على جثة زوجيهما الذى عاش مع كل منهما على أنها الزوجة الوحيدة، ثم اكتشفت كل منهما فجأة بعد وفاته أن لها ضرة، وبدأت كل منهما تصارع الأخرى لأخذ الجثمان لتشييع الجنازة ودفن الزوج ـ فتنظر لزوجها ضاحكة وشامتة تقول: "شايف نتيجة الجوازة التانية".

وربما سمعت إحدى الزوجات عن ـ التحالف الذى أقامته ثلاث "ضراير" ضد زوجهم، والذى قادهن إلى تقديم بلاغ ضد الزوج يتهمه بالتقصير فى الإنفاق عليهن وعلى أبنائه ـ فتؤكد فى نفسها أن ذلك رادع لأى زوج لاسيما زوجها حين يفكر فى الزواج بأخرى.

على الجانب الآخر، يجلس الرجل حالمًا بالمزيد يقول لنفسه، هكذا حال الرجال، جبلوا على حب كل الأزهار.. يردد منتشيًا: "الرجال قوامون على النساء"… "مثنى وثلاث ورباع"… "النساء ناقصات عقل ودين"… وينسى متعمدًا: "خيركم خيركم لأهله"… "رفقاً بالقوارير"… "استوصوا بالنساء خيراً"… "ما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم"… "بشروا ولا تنفروا"… "ولن تعدلوا ولو حرصتم".

أخيرًا يحسم أمره معتقدًا أن جملة "هاتجوز عليكى" ستثير غيرة زوجته عليه، وتجدد حبها له، وسيدفعها وقود الغيرة إلى الانطلاق بقوة فى كل المهام الزوجية والاهتمام بجمالها وعدم إغفال ركن "الدلع" مرة أخرى، معتقدًا أن فزاعة "الضرة" هى الزر السحرى الذى سيحول حياته التقليدية إلى شهر عسل مستمر.