الأربعاء، ١٤ فبراير ٢٠٠٧




تملكتني روح الحماسة في أن أبدأ خطواتي سريعة في البحث عن عمل لأن (الإيد البطالة نجسة) و(الرزق يحب الخفية)، كما أن طلباتي متزايدة، والدنيا غلا من حواليا..




ولأن الصحافة هي المهنة التي درستها وأحببتها بدأت أبحث عنها، وفي سبيل ذلك قمت بالعديد من الجولات والمغامرات ، فذات مرة كنت أبحث في أبواب الوظائف الخالية فوجدت جريدة تطلب محررين، ففرحت وقلت الدنيا بخير والأمل كبير ، وسأودع سندوتشات الجبنة والجرجير.




واتصلت برقم المحمول الموجود في الإعلان حتى عرفت المكان ،وحملت أوراقي واهتديت للعنوان . فوجدت لافتة خشبية متواضعة كُتب عليها اسم الجريدة بألوان فاقعة ، ووُضعت اللافتة في بلاكونة ضيقة في بيت يبدو أنه تحت خط الفقر..


ورغم هذا المشهد المتفائل ، وهذه الأبعاد والدلائل قلت لابد أن أحاول؛ فكل كبير يبدأ صغير ولابد أن أودع سندوتشات الجبنة والجرجير.




ودخلت المكان الذي كان عبارة عن صالة متر في متر وجلست مع الجالسين وكانوا ثلاثة من شبان اليوم (الغلبان) فشعرت أننا بصدد تمثيل فيلم البؤساء .




وانتظرت دقائق ثم دخلت فتاة من فتيات( البادي) و(الاسترتش) فانتبهنا لها لكنها (ما اديتناش وش) ودخلت في جحر من جحور المكان لأن دور البؤساء لا يناسبها ..




ثم دخل علينا رجل قام بمصافحة جميع الموجودين ما عدا أنا .. قلت في سري (أحسن).. ثم نفخ ريشه وقال (جايين عشان الإعلان؟) فأجاب الحاضرون نعم .. فتركنا ودخل أحد الجحور الداخلية ..




ثم خرج علينا ولد فرفور يبدو أنه في الإعدادية وشعره سايح على عينه قلت واووووو (لازم أسأله بيستعمل أي نوع فازلين .. لكن مش دلوقتي ، بعدين) ثم خرج عينا بسؤاله: كله معاه قلم؟ فأجبت : نحم.. نحم، فأمسك حفنة وريقات وقال: (الأبليكشن يا جماعة بعشرة جنيه)، قلت في سري : (أقرع ونزهي يا بيه).




وحملت أورقي وخرجت وكذلك فعل الشبان الغلابة مثلما خرج مشاهدوا أحد الأفلام السينمائية يهتفون (سينما أونطة .. هاتوا فلوسنا) ، فهتفت في نفسي : (إعلانات أونطة .. هاتوا فلوسنا) وكنت أقصد الخمسين قرشا التي اقتطعتها من مصروفي الزهيد ثمن مكالمة الجريدة على المحمول!!!

0 التعليقات: